الخميس، 16 ديسمبر 2010

خطاب جلالته في العيد الوطني الأول


*خطاب العيد الوطني الأول*

الحمد لله الذي أسبغ علينا النعم وهدانا صراطا مستقيما وبين لنا سبل الرشاد وأمرنا بإتباعها.. واظهر مهاوي الفساد وحضنا على اجتنابها.. والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.

شعبنا العماني العزيز.. يسعدنا أن نحتفل اليوم معا بمرور سنة كاملة على هذا العهد الجديد الذي قابله الشعب العماني بأسره بفرحة وتأييد مطلق.. فأينما توجهنا في وطننا العزيز قوبلنا من شعبنا الكريم بمظاهر الولاء والإخلاص، مما يستوجب منا الشكر، ويحدونا مواصلة الجهود وبذل كل غال لرفع مستوى حياة شعبنا والأخذ بشتى وسائل الإصلاح في جميع مرافق حياته مهتدين بنور شريعتنا السمحاء ضارعين الى المولى عز وجل أن يجعل فيما نقوم به خيرا وبركة يستمتع بها الجميع.
هذا ولا بد أن الجميع قد لمسوا ما تم من منجزات ومكاسب لهذا الشعب وهذا البلد العريق خلال العام الأول من عهدنا الفتي وقد تحقق ذلك بتضافر الجهود المخلصة تحركها النوايا الطيبة للسير بهذا البلد قدما ليتحل مرتبته السامية التي هو جدير بها.
إننا لا نود أن نستعرض تلك المنجزات وتلك المكاسب لإيماننا بأن العمل الجاد وحده هو الطريق الى بلوغ الغايات وتحقيق الأهداف وإذا كان نحجم عن أسلوب الدعاية وتكرار القول وإغداق الوعود، فلأننا هنا في عمان ما زال التواضع طابعنا الأول كما هي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.. ولكن لا بد أن نضع أمامكم المبادئ الأساسية للخطة الداخلية وسياستنا الخارجية.
فخطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرهفة والعيش الكريم، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحميل أعباء المسؤولية ومهمة البناء، ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول الى هذه الغاية وسوف نعمل جادين على تثبيت حكم ديمقراطي عادل في بلادنا في اطار واقعنا العماني العربي وحسب تقاليد وعادات مجتمعنا، جاعلين نصب أعيننا تعاليم الإسلام الذي ينير لنا السبيل دائما.
ولا شك أن عملية البناء شاقة وتتطلب الكثير من الجهد والتضحيات للتغلب على المصاعب والعقبات وسنحمل هذا العبء بصبر ونمضي في العمل بجد وحزم.
وهنا لا يسعنا إلا أن نتطرق الى موضوع هو مصدر ألم وتكدير مستمرين لنا ولكل عماني وطني مخلص. وأعني به موضوع المنطقة الجنوبية ظفار، وانه ليجز في نفوسنا أنه في هذه اللحظة التي نحتفل فيها بهذا اليوم المجيد هنا، يتعرض إخوة لنا وأبناء هناك لصنوف القهر والإرهاب والمهالك من جراء تسلط عناصر غريبة دخليه عليهم من الانتهازيين والمأجورين والملحدين.
وإننا نصرح بأن ظفار هي جزء لا يتجزأ من سلطنة عمان تماما كما أن مسقط من هذا الوطن العماني العزيز ليعلم الجميع بأننا سنبذل كل ثمين ونقدم الأرواح في سبيل إعادة الأمن والطمأنينة الى ربوع ذلك الجزء الحبيب من الوطن لنوفر لشعبنا هناك الحياة الطبية التي يعيشها جميع المواطنين في كافة أنحاء السلطنة وان هذا اليوم لآت وأنه بعون الله قريب ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق